الأردن داخل المضمون
الدار البيضاء : مصطفى
منيغ
خطير ما ألزمت الولايات المتحدة به نفسها
، لم تقنع بالمكانة التي وصلت إليها ، تريد المزيد وتسعى للحصول عليه حسب هواها ،
متجاهلة غيرها ، من الدول العظمى حاليا أقوى منها ، وليتها تفعل اعتمادا كُلٍّيا
على ذاتها ، بل هناك من يغامر لصالحها ، لدور يمنِّي جشعه بالتركيز في غنائمه
بعدها ، مثل إسرائيل المذبوحة بوهم التأثير في وسط النفوذ الأمريكي والحقيقة
توقفها ، عند حد أداء المهمات الصعبة وتأخذ جزاءها ، الأقرب للتفكُّك
والاندثار والأبعد أن يتبخَّر ريحها ، بداية الخدمة ما يحدث الآن في
"غز’" حيث تُرِكت إسرائيل تعمِّق بما ترتكبه من جرائم كراهية العالم حتى
سماع اسمها ، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية تبقى السند الوحيد لأفعالها ،
وكلمَّا فتكت بالفلسطينيين زادها ذلك إعجابا وتقبله الإدارة الأمريكية بمثابة سجل
قد تعود إليه للجم أو التحكّمُ في زمام أمرها ، لذا لن تتوقف إسرائيل فيما فتحت به
باب حرب طويلة المدى تنتقل إلى المملكة الأردنية حيث انجلترا هذه المرة لن تنفعها
، ما دام الأردن بشعبه العظيم يُعدّ الدافع الشعبي القوي العامل بتؤدة على تقويض
ظهر إسرائيل وتكبيل تحركاتها ، بل الجهة العربية المسلمة الأقدر على تخليط أوراق
ما يٌحاك لمسح منطقة الشرق الأوسط بكاملها ، لتركيب سلسلة في أعناق طاقاتها ،
لتليين قبول الجديد على أنقاض الحضارة العربية واستئصال العقيدة الإسلامية من
جذورها ، كلما ظهر الملك الأردني ببذلته العسكرية داخل البرلمان حاطباً الأمة
الوفية عن طريق نوابها ، تعلن المخابرات العبرية عن حالة طوارئ خاصة بأسلوبها ،
نظراً لما تمنحه من شديد أهمية عمَّا يصدِّره الملك من معاني تتضمَّن برامج عمل لا
يفهمه إلاَّ الأردني المؤتمن على تطبيقها ، وكلما مرَّ زمن أضيف لخريطة عمليات
سرية مستلزمات مُتَّفق على استعمالها ، في مواجهات أشد شراسة ستكون من واقع غزة
بنية إطفاء الشعلة الأردنية الهادفة للحفاظ على الكرامة العربية وإبقاء أسس القيم
الحميدة المحمودة على هُداها .
مصطفى متيغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق