الاثنين، 19 فبراير 2024

المقاومة اللبنانية والخطَّة الآنية

 

المقاومة اللبنانية والخطَّة الآنية

القصر الكبير : مصطفى منيغ

انقَلعَ الشعور بمسؤولية التضامن الواقعي مع مِحَنِ المظلومين عن ضمير ما يُفتَرض أن يكون من القواسم الأساسية المشتركة داخل أمصار عربية مسلمة سبق خروجها من ظلام الجاهلية إلى نور الهُدى المفعم بالتراحم وتبادل عُرْوَة الود والتقيُّد بشرع يجعل التربية الحسنة على أُهْبَةِ الترقُّب الأطيبِ الآتي عن قَدَرٍ يُقَدِّرُ قُدْرَة َالقادِر الأوحد على حَقَّ قَدْرِهِ بما يجِب من إيمان مُفَسَّرٍ بامتلاك مقومات الدفاع عن الحق لإعادة مسار الحرمان منه إلى طبيعة تلك المعادلة الممزوجة رموز أدواتها الملموسة بالمكنونة كنتيجة الأعمال والأفعال والأقوال المُحاسب عليها حتما في الدنيا قبل الآخرة إن كان أصحابها من الشباب أو الأشياخ.  حتى رابط العقيدة والدم والمصير المشترك من بلدان عربية مسلمة جلها صوب الموضوع هو الآخر تَجَوَّخ ، شيء اعتلى الذروة عن تفكُّك ينتشر عن قصد توَصَّل إلى ضبطه على وقع رغبة خدام نظرية تحالف الباطل السَّهل الاستنساخ ، وتُثمن تعبُّد الأسياخ ، وتراعي منعدمي المبادئ عمداء علل الانفِساخ ، وتقدِّم الأجوف الأحاسيس مَن للتفاهات مَضَاخ ، وتُوجِّه الفاقد أسس الحياة الإنسانية إلى مرحلة لا مكان فيها  إلا للأقوياء أعداء الرَّخاخ ، يفعلون ما يشاؤون وفق قانون مبتكر على نقيض المألوف القائم على زعزعة المنظم الخالي من الأوساخ ، والإكثار من إحداث الهم  النازع  الطمأنينة بواسطة مَن لا يرحم ترسيخاً لاستئصال ميزان الأخذ بالمعروف بإعْمال المِرْضَاخ ، وحرمان المقاومين الشرفاء حتى من نعمة التعبير بالكلام في غياب تام للسلام بالأحرى التفوُّه بالصراخ .

...هذا مما سبق وأزْيَد ما تودّ إسرائيل الخوض فيه ليسود نفوذها وسط مَن أضاعوا لأصولهم شرف الأخذ بتقويض الشر قبل استفحاله ، ووَضْعِ حَدٍّ لمن حاول اختراق ما شُيّد منذ عهود لتكون الفضيلة تفضِّل فضل الخير الموزَّع وفق الحاجيات الضرورية دون فرق في اكتسابها بين الكبير والصغير ، وعَدمِ مواجهة الطغيان بما يلزم في جميع الأحوال التغلُّب عليه وتشتيت نزعاته الإجرامية بلا هوادة .

لم تكن  المقاومة في غزة لتُفاجأَ بهذا الشكل وهي تنظّف عقلية المستسلمين الهاربين من تضحيات تحرير بلدهم كفلسطينيين قِلَّة يرأسهم "عباس"، وأكثرية دول أصبحت بما تترجاه مِن استمرار هيمنة قوة الشر ليتبوَّأ حكامها حيث يتمركزون زمام التصرُّف البعيد كل البعد عن احترام حقوق الإنسان عامة ، ومطالب ورغبات الشعوب التوَّاقة للخروج من ضائقة الاستعمار المُتَّخذ من الأشكال الشيء الكثير  والتبعية المُجحفة بسببهم ، ومِن المظاهر المخزية عن ذلك ، هذا الابتعاد عن تقديم أي شيء كأضعف الإيمان لمقاومة حفرت بأيدي أحرار وحرائر المنتسبين قلباً وقالباً إليها ، أنفاقاً متى عُرِفت سُجّلت من عجائب صناع مَن سيحققون  التفوُّق الملازم والكفيل بضمان النَّصر المُحقَّق ، على جحافل العدوان الإسرائيلي ومَن يقف وراءه من الباحثين على المصالح المادية المُجرَّدين مِن الأحاسيس البشرية على الإطلاق.

... المقاومة اللبنانية وتُعتبر بوصلة التوجه لتوحيد جبهة أرَّقت ما تتضمَّنه من أساليب استمرارية الضغط ، وِفق جرعات تجد أمريكا نفسها قد انتقلت لجسد سياستها الشرق أوسطية عامة وما يتصل في جزء لا يُستهان به بإسرائيل خاصة ، بواسطة حُقَن ضربات مركَّزة يمنية سورية عراقية لبنانية فلسطينية التحضير بعد الصُّنع وتمتيعها بتقنيات فاقت كل التصورات ، لم ولن تنفع معها لا حاملات الطائرات ولا تحالفات رافعة لعناوين شتى ، منها ما يضم للأسف الشديد مملكة البحرين ، ولا شراء ذمم بعض الحكام العرب لتحييد موقفهم وإجبارهم على الصمت ، الساقط عنهم داك الادعاء الذي طالما روَّجوه داخل مناسباتهم الوطنية وغيرها من مظاهر التعامل بالوجهين ، بكون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى ، وما هي إلا صورة مُلتقطة لسطح مراوغة در الرماد في العيون لأسباب جد معروفة الغرض منها تخدير عقول بعض طلائع الشعوب العربية  ، لكن الزمن كشَّاف والحقائق جلها عمَّت ليعلم الجميع مَن خدم فلسطين ومن أستخدمها لمصالحه الضيقة ليس إلاَّ . المقاومة اللبنانية (يسود الاعتقاد) أن قادتها وعلى رأسهم حسن نصر الله ، قد يقرون أن أوان الترقب وأخذ الحيطة والكر والفر ، يشير لتآكل مثل المواقف ، والواجب كامن في إبراز بداية المرحلة قبل الأخيرة لضمان استمرارية مصداقية تواجدها بالكامل ، خاصة وإسرائيل مقبلة على ارتكاب مجزرة لم يشهد التاريخ لها مثيل باجتياحها رفح ، متوهمة أن نصرها مُعتمد أساساً فيما ستنجزه في ذاك المربع من جنوب القطاع وقد تكدَّس فيه أكثر من مليون نسمة .

    مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

00212617942540

السبت، 17 فبراير 2024

أطالع على رَفَح أسوأ صباح؟؟؟

 

أطالع على رَفَح أسوأ صباح؟؟؟

القصر الكبير : مصطفى منيغ

بين إسرائيل ومصر ، رَفَح مخنوقة تحتضِر ،  كأنَّ مُعظم العالمَ العربي لمسح ما فوقها ينتظِر . بَوَّابَة عاجزة أن تُفتَحَ تَحَسُّباً مِن محتلٍ ماكِر ، فارض بالقوَّة وضعية لم يكن قبلها في عين المكان قادِر ، مُرتعشاً ممَّن أَرَّخُوا لكرامة العرب قبل أن تَخْفِيَ أجسادهم الطاهرة المقابِر ، ولمَّا هب رجال المقاومة يحطمون معادلة الذل والهوان المسيطِر ، توالت الاجتماعات ونشِط كل مُخبِر ، عسى الوضع يطول بما يُعْجِز هؤلاء المقاومين ليُصْبَغَ جهادهم بلون خاسِر ، وحينما علموا بعكس ما تمنوا أنَّ زَحْفَ المقاومين المبارك في تقدمه المُهاب بما ينجزه منتصِر ، سارعوا بتسليط حصار الصَّمت على ما يجري في قطاع غزة برمته ريثما تنتهي إسرائيل من ذبح كل الأبطال المغاوِير ، وتكريسها مقبرة تاريخ أمجاد العرب في كل المحاضِر ، المتنقلة عبر الغرب المؤيد ليفتخِر ، كأنَّ العربَ أصبحوا فاقدين إرادة بها مِن قيودهم تحرروا نِعْمَ التحرير .

بين مصر وإسرائيل حبل هش يحدِّد ما بين سيادة الأولى القانونية الشرعية وبين صَفٍ من آليات عدوان متأهِّبة دون حق لسحق أي متوجه لرفح أكان منها مقيم أو إليها مُسافِر  ، والأخيرة بينهما كل يوم تموت ببطء كيتيمة بلا والي يرعاها ولا منقذ يتجرَّأ بتخليصها من عذاب العري والجوع والتشرد والمرض وأي أمل تزاحم به يأسها من العيش حتى الصباح المقبل ولو كان متجهِّم العلياء بغير شمس الفرج تُنِير ، والأمًرّ مِن ذلك استئصالها من أرض فلسطين كأمر أخطر من كل المخاطر ، وما بقي من غير اليمن والعراق وسوريا ولبنان غارقون حتى اللحظة في يَمِّ عدم الاكتراث اللهم من أسف يعلنون عنه ليّناً في بلاغات دبلوماسية تحافظ على أسلوب التخاطب الغير مزعج لأباطرة العدوان على غزة وذاك شيء جد مُحيِّر ، وإن تجلَّى السبب متحدثاً عن ذاته يؤكد أن المقاومة أو على الأصح محورها المُقاوِم سيكون الحلّ لضمان الحرية لكل فاقدي نعمة الشعور بخاصية الند للند ما دام الجميع من آدم والأخير من تراب صانعه الخالق الباري ، وفي ذلك يتساوى الأفراد بالدول يكمِّلان بعضهما البعض لتكوين ما ينمو في سلام ووئام وخير في البدء كالأخير ، المقاومة وقد انتشرت فضائلها تخيف جبابرة ظنوا أن الشهامة والرجولة الحقَّة والدفاع عن النفس بشرعية التصدي لظلم الباطل ومواجهة استفزاز الدخيل الغادر ، ستصبح من شيم المساواة المنظِّمة للحقوق والواجبات بما يرضي الأهداف الجدِّية التي وُجِدت البشرية لانجازها طبيعية فوق الأرض بسلاسة وحكمة تعقل ومعرفة قائمة على إدراك المفيد الصالح والنأي عن الطفيلي الطالح مَن لنواة الاستقامة المرجوَّة يُكَسِّر، ممَّا يخيف هؤلاء الجبابرة فيفضلون عدم الإبقاء على ذاك المحور المقاوم بإفراغ أجنحته من إرادة التدخل  المُؤسسة لمحاربة ما تراه ظلما وعدوانا واستعباد بشر لجنسهم من البشر لاستمرار خلل عطل ميزان العدل والإنصاف بين الغني منهم والفقير ، بل يعمل الجبابرة هؤلاء  ما استطاعوا لذلك سبيلا حتى يرحل ذاك المحور بما يتضمنه صوب مهد تربيته الأصلية إيران ولا يغادر حدودها الترابية أبدا مباشرة بعد الإنتهاء من غزة دون تأخير.

... أمريكا بما تملك من نفوذ على تعنُّت إسرائيل لن تقدر ، ما دامت لها في كبريات مدن الولايات المتحدة الأمريكية ما يزرع فيها الفتن بحجم كبير ، ليتولى الضغط زمام  الأمور السياسية قي مقدّمتها بإفراز رئيس للدولة إسرائيلي السمات صهيوني الطموحات يهودي العقيدة ولو في السر المغلف للحيطة بالمزيد من الأسرار لخاصية ما تحويه من مكنونات فارض أغرب اختيار ، إسرائيل وبعدها لا دخل لأي متدخِّل وإن كانت عِلَّة فلتُعامل عكس المنطق بالتوقير، وبالتالي الشؤون الاقتصادية التي لليهود في جوهر لبِّها خزان رأس مال يمثل طليعة نفوذ التدبير، ومتى أُخْرِجُوا ممَّا أنجزوه على امتداد عقود قد يُسبِّب الفاعل للولايات المتحدة الأمريكية العدَّ العكسي لأضخم انهيار يجعلها عما تتمتَّع به من مقام رفيع تُغادر  . لذا لا يُرجَى أي دور ستقوم به أمريكا بنية إيقاف إسرائيل عن ارتكاب المزيد من المجازر ، في غزة وبعدها في لبنان حيث الوضع مرشَّح لأشرس انفجار لن يمرّ إلاَّ بوصول ساعة الحسم لولوج الشرق الأوسط  لاجتياز امتحان عسير ، على نتيجته سيولد عالم عربي جديد قدير ، أو تُطمس  معالمه على أقل تقدير.

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

00212617942540

شهادة


 

شهادة

 


الاثنين، 12 فبراير 2024

أتَسْمَح أمريكا بضرب رَفَح ؟؟؟

 

أتَسْمَح أمريكا بضرب رَفَح ؟؟؟

القصر الكبير : مصطفى مُنِيغْ

أهل غزة ، ربحوا لدي قلوب أحرار العالم أصدق مَعزَّة ، الذين وشموا للتاريخ الإنساني جدران بعض العواصم العربية بما يؤكد تخلي بعض حكامها عليهم وقت نكبة صعبة مُنكرة حُزَّة ، لم يكن وقد جار الزمن عليهم سوى الاعتماد على معين ما ادخروه من كرامة العروبة الحَقَّة جعلوها حاجزة ، بينهم والاستسلام ولو تلقوا ما تُصَدِّره للفتك ببراءتهم أحدث الأجهزة ، الموضوعة كسلاح ما بعده في الحرب غير المتكافئة سلاح بين يدي إسرائيل هدية ممَّن تدعي احترام حقوق الإنسان وهي الأولى لها متجاوزة ، الذين استشهد منهم الآلاف ولا زالت مطحنة الغدر لم تفارق أشلاءهم دون سحقها دليل فعل ما استطاع بشر تقبُّله ولو كانت كل الأحقاد على العرب في قلبه متمركزة ، ومع ذلك ما توقَّف الإنجاب الشرعي ولا اندثرت الحوامل لتعويض ما ضاع من ساحة المعمعة وتلك ظواهر لمكنون معجزة ، تخبر إسرائيل أن للأرض التي احتلتها غصباً وتحاول إفراغها من ملاكيها الشرعيين باقية تصنع جيلاً يرضع لبن يغذي العقول بذكرى الاستعداد لمواصلة المقاومة بمقومات النصر دوما مُتحفِّزة.

... ماذا حققت إسرائيل بمثل حربها على غزة واستمرارها في تصرفات للبشرية جمعاء مستفزة ؟؟؟ ، لا شيء على الإطلاق باستثناء منحها ما يؤكد مخططها الداعي لإبادة شعب والحلول محل أرضه بكل ما ترمز إليه بشاعة فوضى تَحْدُثُ علناً وكأنَّ ما حولها من دولٍ و أممٍ ستظلّ صائمة عن التدخل المباشر بل ستتحرَّك وهي في ذلك لضبط ما يستوجب الانضباط منحازة . هناك إحباط طال مختلف الطبقات السياسية كالعسكرية الإسرائيلية أسَّس للشروع في إدانة ما يُرتَكب مِن لدن حكومة يرأسها "نتنياهو" مردُّها أعمال وتدخلات وتطبيق أفكار تنقل تلك الدولة من فشل إلى أخر وتحيلها على مرحلة تفقِدها تعاطف الغرب والشرف والشمال كالجنوب حيث الشعوب تزحف في شوارع بلدانها قياما بتظاهرات تُعرِّض سمعة  إسرائيل عبر العالم لأضخم هزة ، ستزلزل ولا شك ما أنجزته تلك الدولة العبرية في سبعة عقود على حساب الشعب الفلسطيني ذاهبة بجلها إلى الخلف كنتيجة تَبَخُّرِ ما سُلب عن حقوق الغير يعاد لهم كألِفٍ تاجه الهَمزَة ، وتتجلى الحصيلة في آخر اجتماع للحكومة برئاسة "نتنياهو" لدراسة رد المقاومة عما يَشار إليه بصفقة الإفراج عن أسرى إسرائيليين لدى حماس لتتردَّد في نفس الاجتماع ما يُرد لمواقف متعنتة أقل ما يُقال عنها مُتجاوَزَة ، تُبيِّن وهماً أن إسرائيل المنتصرة لها دون سواها الكلمة الأخيرة وما على حماس سوى الامتثال ودون ذلك لا هدنة ستحصل ولو لساعات كخلاصة موجزة ، بل هو شروع مؤكد لتنفيذ حماقةِ اجتياح "رفح " والمُكًدَّس في محيطها أكثر من نصف سكان ق

طاع غزة دون أن يتراجع "نتنياهو" أو لتنديد مصر وقطر والمملكة العربية السعودية اهتزَّ ، حتى المكالمة التي تلقاها مباشرة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ينصحه بعدم الإقبال على مثل  المغامرة الخطيرة ، أظهر نتنياهو لأقرب مؤيديه أنه لن يحفل فشل "بايدين" في الانتخابات الأمريكية المقبلة بسببه أو فاز ، وكأن رئيس الحكومة في الدولة العبرية أصبح مِن طينة لا ترضخ لضغط ولا لتأنيب ضمير ولا لنصح حتى ممَّن يمول حربه ضد حماس ومحور المقاومة بكل فروعها اللبنانية والعراقية والسورية واليمنية بالمال والسلاح .

... جمهورية مصر العربية إن نفذ "نتنياهو" ما أمرَ الجيش الإسرائيلي بالاندفاع صوب رفح بعمليات حربية تفوق شراسة ما حدث في خان يونس ، بنية إخراج الفلسطينيين وبالقوة المفرطة صوب سيناء ، ستكون مضطرة لتجميد اتفاقية السلام المبرمة بينها وإسرائيل بما يعني الولوج في انفجار معركة حامية تشمل ما ستشمل من جيوش عربية أعياها الاختفاء وراء تعليمات أمريكية غايتها كانت حماية إسرائيل ، وبالفعل لاحظ الشريط الحدودي المصري الفلسطيني توافد قوة مصرية تمثل طلائع الجيش المصري استعداداُ لمواجهة أي احتمال .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

00212617942540

الجمعة، 9 فبراير 2024

في "رَفَحْ" على السَّطْحِ سَيَطْفَح

 


في "رَفَحْ" على السَّطْحِ سَيَطْفَح

القصر الكبير : مصطفى مُنِيغْ

جمهورية مصر العربية قادم دورها متى راودت إسرائيل رغبة تكرار في "رفح" ما نفذته من هجومات شرسة واعتداءات مستفزة لكل القيم الإنسانية في "خان يونس" ، هناك نواقيس تحذيرات جديَّة تقرع مسامع "بنيمين نتنياهو" ومَن معه حزباً سياسياً وحكومة  موسَّعة وجيش دفاع وكل مَن في لبه مِن أوهامٍ تُوسوس ، إذ القضية بلغت الحد الأقصى من الغضب الشعبي العالمي ولن تقبل لمثل الأفعال الإجرامية المزيد من التَّكديس ، أو أن يعتريها ما يشملها مفهوم التَّدليس ، لتمرير هدف لا أحد يستطيع الجهر بقبوله أو استعمال الهمس ، منتهاه القذف بأكثر من مليون فلسطيني (كدفعة أولى)  داخل "سيناء" المصرية كحدث فضيع مهما كانت وسائله المُستعملة يظلّ محرّماً ظاهرياً وجوهرياً  و ليس بالمرموز بل بالملموس ، إذ لا مجال لإخفاء جزء من شعب يُساق بالقهر والقوَّة خارج أرضه في اتجاه أرض غيره مهما كانت حامية له من أي بأس . لقد رفضت مصر كل العروض الموجَّهة لإقناعها بالسماح لذلك من طرف إسرائيل وولية أمرها الولايات المتحدة الأمريكية وآخرين يحاولون طمس أسمائهم مؤقتا ، تلك العروض المبطَّنة بأثمان مادية مُغرية للغاية تسبق ضغوط الترهيب ، ومع ذلك استمرَّ الرّفض كميزة تحافظ على سمعة مصر وكرامتها والتحكُّم في مصير سيادتها بما تملك من قدرات لا يمكن لأحد مهما بلغ تجاوزها تحت أي ظرف كان ، الذين تصوَّروا أن مصر ربما للخروج من ضائقتها الاقتصادية قد تساهم في وضع تسامح محدود لولوج أعداد من الفلسطينيين تحت مسميات إنسانية أكثرها تناقضا للحقيقة ما يدخل في إطار اللجوء المؤقت رحمة وشفقة على ألاف الأطفال والمسنين والنساء المُطارَدين من لدن التشرُّد والحرمان من الحقوق الطبيعية لبني البشر وعاملَي الجوع والمرض ، من يفكرون في ذلك بالقطع لا يعرفون مصر ولا كيفية خروجها من أي أزمة مهما قابلتها مستعصية شديدة التأثير والخطورة ، الأمثلة أكثر من حصرها في واقعة ما ، إذ لمصر طاقة من الصبر طالما اشتكي الصبر للصبر منها فكان الرَّد الدائم استمرارية الصبر كأسلوب تعامل ناجع لا مردَّ له ، إذ التعقُّل شيمة العقلاء الأكثر تمكناً من تقنيات التدبير  المحكم لما يعترض طريق مسؤولياتهم الجسيمة في الحفاظ على سلامة وأمن أكبر دولة عربية لأطيب وأشرف شعب ، المستحِق التباهي والفخر عن جدارة مُؤكَّدة بانجازاته كواضع أُولى بوادر التحضُّر ، والمساهم حتى الآن المساهمة الفعالة في الصيانة المتينة للقيَمِ السَّمحة ، ومنها الوفاء للعروبة والتمسُّك بلغة الضاد وشق سبل التطور والتقدم بها قبل سواها ، إذن لتبحث إسرائيل ومن يساندها عن لعبة تلعبها بعيدا عن أرض مصر حتى لا تعجِّل بما لن ترضاه يوقفها لا محالة عند معرفة نفسها المعرفة الصحيحة الجاعلة منها ترضخ للحل الوحيد الكفيل بنجاتها إن أرادت المُضي كدولة آمنة ، أن تمنح للفلسطينيين استقلالهم الكامل غير المنقوص ليؤسسوا دولتهم على أرضهم بحدود مُعترف بها واختيار لحكم يسودها دون تدخل من أحد ، وأية أمور  أو مؤامرات أو حروب أو فتن تتَّخذها إسرائيل تعاكس بها ذاك الحل الوحيد ، إنما تلقي بكيانها يومه وغداً وكلّ حين في بؤر جحيم لن تصمد في مواجهته طويلاً ، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية الملازمة لهذه الدولة – المُشكلة ، لن تستمر مطبقة ما عمدت على تطبيقه حتى هذا  اليوم ووزير خارجيتها يزور المنطقة من جديد ليصل إلى مصر ، ليس للمشاركة في البحث عما يسمى بإطلاق سراح الأسرى من قبضة حماس وحسب ، بل التفاوض الخاص والسري للغاية مع المسؤولين في مصر عسى إسرائيل تحصل على الضوء الأخضر بتنفيد طرد الفلسطينيين صوب سيناء للتخلُّص منهم بغاية الاستيلاء على أرضهم بأبشع الطرق وأرذل التوافقات إن حصل ذلك ، عِلما أن وزير خارجية أمريكا يصبُّ الماء في رمال أرض الكنانة المتمتعة على امتداد سبعة ألاف سنة بنعم الاعتزاز بكرامتها والتشبث بحب أسطوري بأرضها والقدرة على ضمان حقها مهما كان وكيفما كان بالسياسة والليونة تارة والمواجهة الصَّلبة أخرى ، الخارجة منها مهما بلغت حِدَّتها بالنصر والسؤدد واستمرار الحياة بعيدا عن كيد الكائدين وأطماع رواد الاستحواذ ، المعروفين في بعض البلاد.

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

المُقْعَدُون صامتُون يتفرَّجُون

 

المُقْعَدُون صامتُون يتفرَّجُون

القصر الكبير " مصطفى مُنِيغْ

في قرارة أنفسهم سِراً يؤيدون ، وعند افتراض حتمية المشاركة علانية يتهربون ، إسرائيل مدركة بالأمر لذا لا تعبأ بما يكنُّون ، ما دامت متروكة لتفعل بأبناء جلدتهم ما يكرهون ، هم عن مساعدة إخوانهم  مُقعدون ، وهم قادرون على عكس ذلك إن ابتعدوا عما يهابون ، لا أحد يحيا أكثر من عمره أو يموت قبل أوانٍ محدَّد برمشة عين وهم بذلك عالمون ، المقاومة صمدت وستستمر بهم أو بدونهم لو يتنبَّهون ، ذاك قدرها لكن تبقى ما يوحِّد أبطالها بكل هؤلاء مَن بقوا يتفرجون ، اللغة والدين والمصير والانتساب والعادات وهم بذلك يعترفون ، وإن أخفوا في محيطهم الحسرة عن مثل الروابط يتلاشى مفعولها لحد رؤية الأغلبية منها لسماحتها يفقدون ، كيف تُذبح غزة عشرات المرات كل يوم وهم خارجها لا يتدخلون ، فأي شعور قد يُؤخذ معيار ارتباط ٍعقائديٍّ متينٍ حينما يبصر المسلم أخاه المسلم يُقتل ظلماً وهو والملايين مثله لا ينهضون ، كأمة مسحت بنور الحق والهدَى ظلام الدنيا أليس فيها أقوام يتذكرون ؟؟؟، أم هو انقلاب على الطبيعي المتحضِّر المؤمن لإعلاء الباطل مَن أصبح البعض يعتنقون ، متناسين حتى النطق بلغة الضاد المعبرة عن لسانهم وكأنهم أيتام تمدّنٍ في خانة توابع التوابع لوجودهم يضعون ، وهم الذين تمسكوا بما ميزهم على امتداد القرون ، نصرة المظلوم والحكم بالعدل وعدم الخشية إلا من ربِّ العالمين ، وعن هذا  المبدأ الأقوم أقسموا ما مكثوا في الفانية يعمِّرون .

... غزة في مجملها لم تعد صالحة للحياة العادية بعدما هدَّمت وحطَّمت إسرائيل أغلب مربعاتها السكنيةعلى رؤوس الآلاف ِ فيها يقيمون ، بل جرفت لإتلاف البنى التحتية بالكامل عسى ما بقي من أهلها عنها يرحلون ، لتبدو المساحة الأرضية أكواما أصبحت تُغطّي أشلاء الشهداء ضحايا مجزرة أصحابها من أي عقاب لا يخافون ، مهما سببّت وحسية  غارات طائراتهم الحربية الإسرائيلية من أضرار لها بالتكرار يضاعفون ، مجسدين عربدتهم المُنكرة في سماء قطاع غزة على مدار الساعة ما يقارب الخمسة شهور وكأنهم بلا ضمائر للتسلية يمرحون ، للتمادي في تكسير  المُكسَّر ودّكَّ خليط البشر بالحجر في عملية انتقام لم يشهد التاريخ مثيلاً لها وهم بمثل النكبة  يفرحون ، طبعاً حُكَّام الولايات المتحدة الأمريكية لهم من المسؤولية فيما حصل بنسبة قد تفوق المُّتفَق عليه بكثير لم يعلمون ، فهم بالمُطلق للمعتدية إسرائيل مؤيدون و الأهم لها بالسلاح على اختلاف أنواعه الفتاك مزوّدون ، وأصحاب الفيتو كلما أحسوا أن إسرائيل ستصبح مدانة في العالم بواسطة قرارات مجلس الأمن وهم بذلك للنار المشتعلة في غزة يؤججون ، وبموجب هذه المواقف غير العادية لحكام البيت الأبيض وهم  مجتمعون ، تجرَّأت لتجرِّب إسرائيل ما تفنَّنت في تطبيقه مباشرة على أرض الواقع بنية استئصال جذور الفلسطينيين من أرضهم للإستيلاء الأبدي عليها بكيفية للغاية مزرية عنها لا يُحسدون ، في تعنت محرّم كونيا َ أدانته كل الشرائع السماوية قبل القوانين الوضعية المعتمدة لدى جميع دول منضوية تحت لواء منظمة الأمم المتحدة باستثناء إسرائيل ، التي لم تعر أي اهتمام حتى لمنطوق ما فاهت به محكمة العدل  الدولية  بالعاصمة الهولندية كإجراء للتنفيذ الفوري ، على إثر الدعوى القضائية المرفوعة ضد إسرائيل من لدن دولة جنوب إفريقيا التي مثلت بحق رغبة الشعوب مهما كان جنسها أو انتماؤها ، المعاينة بتتبع قانوني ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حرب مؤكَّدة بالدلائل القاطعة والبراهين الساطعة في حق مواطني عزة المدنيين عامة بما فيهم  الأطفال والشيوخ والنساء ، الذين أصبحوا مشردين جائعين مرضى لا حول لهم ولا قوة . أكثر وأزيد من ذلك سُمِح لها بإطلاق ما يمكنها من العبث مهما صادفته على تلك الأرض الفلسطينية بشراً كان أو جماداً ، دون احترام في الهدم لا مسجد ولا كنيسة ، بل تعمَّدت بصورة أوضح إلى الشروع في إبادة شعب وحرمانه من حق الحياة  ضاربة عرض الحائط بكل القوانين مهما كان مصدرها غير مكثرتة بعقيدة أو دين أو ملّة ،كأنها من كوكب آخر مهمتها القضاء النهائي على كل متحرك في قطاع غزة ، كبداية وليست نهاية إذ مشروعها يشمل أجزاء أخرى من العالم العربي تأسِّس على أطلالها دولة عبرية هدفها حكم العالم بالقوة ولا شيء غير القوة .   

مصطفى منيغ

أي سلام وإسرائيل ضد العالم ؟؟؟

 

أي سلام وإسرائيل ضد العالم ؟؟؟

القصر الكبير : مصطقى منيغ

إسرائيل شَحنت مستقبلها بالكامِل ، إن كان لها في حُكم الغيبِ مستقبل لما وُجِدَت له شامِل ، بما زَرعته ولا زالت من بذور الدَّمار وكل شرور الشر بدرجات تتجسَّد فيما تسببه لجفون البشرية من هوامِل ، ليس على أرض فلسطين وحسب بل على أكثر من موقع في هذا العالم الكئيب ولِثقل مظاهر البؤس حامل  ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها بما يُشكِّك فيما ينتظرها من مآل فاقد الفرامِل ، إن تُرِكَت على هوى إسرائيل تتأرجح مصالحها داخل دول لانعدام الانصاف بينها وبينهم في التعامل ، لمنطقة تُعَدُّ أكثر إنتاجاً لمصادر الطاقة عبر المعمور  من جهة والدرع المُحَصِّن على امتداد عقود لوجود أمريكا المتواصل السامِل ، لإتمام حلقاتها عبر الجهات الأربع كأقوى قُوَّةٍ تأمر الجُلّ في ذاك الشرق الأوسط خاصة  فتُطاع بالتمام ولغير التعليمات هامل .

... من الصعب التكهُّن بما سيطرأ على مثل العلاقة الرابطة  ذاك الكيان بدولة عُظمى لها الصَّيت والوقع الجَلَل الصامل ، لكن المنطق نراه عند التمحيص ومطابقة الوقائع بأحداث مشابهة  سكنت أعماق التاريخ الإنساني عبر أزمنة أقربها طرد العرب واليهود من الأندلس يتأكَّد لنا أن للإسرائيليين عموماً حيث أقاموا سيطروا لغاية في نفوسهم بعدها ينكشف أمرهم فتكون نهايتهم التياهان من جديد وكأنهم في دوامة على اتجاه عقارب الساعة يتخبَّطون لحكمة لا أحد من العالمين يستطيع تصريفها بالأحرى التحكُّم في مستوى سرعتها صوب الاستعجال او التريُّث أو التوقف الكامل ، ، فإن كانت إسرائيل حالياً متمكنَّة من السيطرة على قرارات الإدارة الأمريكية لما يخدم صالحها مهما كان المجال أو من عامة العوامل عامِل ، ربَّما خَسرت هذه الميزة في أقرب أجلٍ لها حسب تصرفاتها خامل ، ما دام للتاريخ توقُّف حتمي لاستصلاح التدقيق المساير لسُنةَّ التغيير المفروض من طرف عقول عقلاء العصر المنوطة بهم مسؤولية مهمات أهم التدابير المتقنَة الأشكال والمضامين وما يلج الكوامل ، لاستمرارية التعايش والتساكن بين الدول بمفعولها الإيجابي وليس الانصياع  لسلبيات الأقوال وكأنها دمامِل.

... لم تترك إسرائيل سلاحا فتَّاكاً ولم تستعمله لاستعجال الانتصار على "حماس" في قطاع غزة ، ومع ذلك باء ما قامت به كله بالفشل ، فتيقن من ساهم في مثل الحرب بما قدمه ولا زال علانية أو في الخفاء لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر المشهود وما بعده  حتى الآن أن هذه الأخيرة ولأسباب لا تحتاج إلى شرح وصلت حدود  سياستها العدوانية للأقصى وبدأ العدّ التنازلي لانحدارها على مختلف المستويات يتجلى يوماَ بعد يوم ، ومهما حاولت أمريكا الرَّسميَّة التقليل من المخاطر المترتبة عن ذلك ، الزاحفة لا محالة لوضع النقط على الحروف ، بادراك قوِيِّ أن الظلم المُسلّح بالباطل المؤيد بضمائر تجاهلت وظائفها الإنسانية لن تعمِّرَ مدى الدَّهر ، ومَن يرى غير ذلك يحيا الآن في عذابٍ لا يفتر ومحنة تعجِّل باندثاره ،  مهما حاولت أمريكا الرسمية لانقاد إسرائيل من بقايا متاعب متلاحقة تقذف بها لمصير الانهزام الكلِّي المتبوع بالخسران المبين لمقومات التخطيط المحيط برغبةٍ تَفُوقُها قدرةً وحجماً في جعل كل الأراضي الفلسطينية ملكا لها بدون منازع ، مهما كان الثمن المبذول من طرفها أساسه الوقوف ضد العالم ، مهما حاولت بل وصرفت لن تستطيع إلى ذلك ، فقد مرَّ الزمن المناسب وتخطاها كل مظهر لمسرحية بطلها الرئيس ّجو بيدن"عنوانها الفوز في الانتخابات المقبلة ، بضمان أصوات اليهود الماضية لاختياره في ولاية ثانية ، قد يُكَرِّس الجزء  الأكبر منها لمساعدة إسرائيل للخروج من نكبتها التي تكون قد عمَّتها مِن كل جانب ، المسرحية التي روَّج لها الرئيس بشعار الدولتين والتباهي بالحرص على سلامة الشعب الفلسطيني وما يُشابه مثل الإدعاءات التي لم يعد يثق بها أحد حتى داخل أمريكا نفسها ، لذا لا فائدة تُرجَى من وزير الخارجية الأمريكية وهو يزور إسرائيل لتبليغ المخطَّط الجديد المُتَّفق عليه من طرف البنتاغون ومؤسسات أمنية واستخباراتية أمريكية ، القاضي بتغيير أساليب الحرب انطلاقاً من فرض هدنة تطال عدة أسابيع يتم فيها ترتيب ترتيبات أخرى ، قوامها المواجهة المباشرة مع إيران وتوابعها في جنوب لبنان و سوريا والعراق واليمن المبنية على حجج تعلِّل التدخُّل الأمريكي بقوة السلاح لإنهاء الموضوع من جذوره ، حسب مزاعم  سرية تطفو على السطح رويدا رويداً ، لمن يهتم ممَّن فهموا حكاية غزو غزة والهدف من ورائها وما جرَّته الأخيرة من تعقيدات عصية أصبح حلّ طلاسمها حتى على أقوى دولة فوق البسيطة . 

مصطفى منيغ

إيران وما ينتظرها بعد الآن

 

إيران وما ينتظرها بعد الآن

القصر الكبير : مصطفى منيغ

العرب ومسلمو السنَّة  كدولٍ وحكومات عموماً (كما يبدو) قد رفعوا اليد عن غزة وما داخلها يسُود ، تاركين المجال للدولة الإيرانية المتحمِّلة في نظرهم مسؤولية تدبير ما حصل ويحصل في ذاك الجزء من التراب الفلسطيني المحتلّ الحدود ،  من بعيد قي الجوهر وعن طريق محور المقاومة من قريب  كما يظهر وفي كلتا الحالتين الاهتمام بما يلزم لأي معركة ظلّ ممدُود ، لتنفرد إيران دون سواها بما يرمز للشهامة والعزة والصيت المحمُود ، ليس حباً في تلك الدولة الفارسية أو بحثا عن تمكينها من زعامة قد يخلِّد التاريخ محاسنها بأسمى معاني الصمود ، أضِف لذلك ما يتشبَّث به الإيرانيون كثورة زاحفة لنشر العقيدة الشيعية مهما كانت الوسائل ناجعة يتخيَّلونها كدواء يشفي الممعُود ، وخاصة وسط الطرف الآخر المنتمي للسنيِّين أينما تواجد لصد وصايا من ورثوا فيمها عن الآباء والجدود ، وإنما لغاية توريطها في حرب لها ما لها من تبعيات نزعِ طموحات أحد الفريقين الإيراني أو الأمريكي من طريق تلك المنطقة المشتعلة من عقُود ، بما حان وقت تفجيرها عسى الطبيعي لمجراه يقُود ، وتمكين المستَحِقِّ بالحق من حقِّه دون استغلال في غير محله لظروف أو طارئ مِن دَفْعِ طامعِ مجنونٍ بمظاهر التعالي والعظمة وامتلاك ما لا يجوز امتلاكه مهما بلغ من نفُوذ ، لقاعدة ثابتة أن كل مَن فوق التراب يمشي تراب على الأرض موجود ، منه صُنِع وإليه يعود .

فطِنت إيران إلى الموقف الذي ينتظرها إن ذهبت لأكثر ما ذهبت إليه لحد الساعة في معركتها الصامتة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، أقل ما في ذاك الموقف الخطير أن تجد نفسها الوحيدة وسط المعمعة دون شريك أو حليف أو حتى مساعد لها إن اقتضت الظروف لطلبها المساعدة ، بينما الجانب الآخر لن يشهد وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بل ستتسارع دول اوربية وحتى بعض العربية لترافقها وما يلزم من عدة وعتاد ، بما يفوق لمرات ومرات قدرات إيران التي مهما برعت وابتدعت وأثارت بشجاعتها وتنظيم تنظيمها المحكم إعجاب نسبة محترمة من المتتبعين عبر العالم ، ستكون نهايتها شبيهة بما عرفته ألمانيا - هتلر خلال الحرب العالمية الثانية على يد الحلفاء بزعامة أمريكية ، لذا بقيت حريصة أن تنأى بذاتها عن اصطدام مسلح موسع مباشر مع عدوَّتها الأولى والأخيرة الأكثر قوة على الأرض من دول البشر قاطبة ، لاعتبارات لم تتكوَّن من فراغ وإنما عبر أزمنة شهد من خلالها شعب وافد من أوربا العجوز هارب معظمه من وطأة ظلم النبلاء حكام المملكة المتحدة وفرنسا تحديداً ، ليكوِّنوا بعد جهد جهيد ومحن وتشرد وحروب ، تحالفاً جماهيرياً قاده رواد عقلاء بتأسيس قوانين تصب كلها دون استثناء في احترام حقوق الإنسان ، فعاشوا في تناغم حميد تسودهم عادات  أقلها الحث عن التطور المتجدد الضامن استمرارية الحياة بما تتطلبه من اعتماد على النفس وزرع ما يفيد الجميع خدمة لدولة واحدة موحدة أصبحت الأولى لتجتهد حتى تظل على نفس الدرجة والقيمة السياسية والاقتصادية ، ولولا إسرائيل التي حاولت ولا تزال جرَّ هذه الدولة الأمريكية لتكون على نقيض ما تأسست من أجله ، المذكور جزء بسيط منه آنفا ، لكانت فاصلة بالحق بين الأخيرة وفلسطين ، طبعاً لليهود صفة التأثير العجيب لقلب الحقائق بصورة تمثل تركيبتهم العقلية بما تحويه من عقدٍ نفسية تدفعهم للشعور بالراحة كلما زرعوا الفتن وأشعلوا حرائق التخاصم ومباركة الحقد والكراهية  بين بشر يعتبرونهم أقل شأن منهم ، فخططوا واسندوا التنفيذ لمن تسرَّب لتحمل مسؤولية إدارة الحكم الأمريكي ليحصلوا على منافع ميزت نفوذهم وهم يسيطرون بالتدرج على ما يرغبون لقضاء مآربهم الداخلية كطائفة تسعى لحكم العالم وإقامة دولة خاصة يسترجعون من خلالها ما أضاعوه على امتداد عصور انطلاقا من عهد موسى عليه السلام إلى الآن ، وبكونهم لا يستطيعون القيام لانجاز ذلك وحدهم ، عملوا على تطويع أكبر قوة في العالم لتكون حاميتهم وطوع أمرهم ، وما يحدث في قطاع غزة يندرج في هذا الإطار كبداية وحسب ، يتبعه القضاء بأي ثمن على إيران ما دامت القائمة بصلابة مثالية حيال أطماعها المعروفة لذا العامة ، لذا من رغبات إسرائيل الآنية إقحام الدولة الفارسية نفسها في مغامرة الحرب الكائنة مقدمتها الأساسية في غزة ، ممَّا جعل الرئيس جو بيدن يستعجل مجلس النواب الأمريكي للمصادقة على مساعدة مالية موجهة لإسرائيل مقدارها أربعة عشر مليار دولار ، إضافة لما سيأتي تبيانه مستقبلاً.

مصطفى منيغ

وهكذا مِنْ أستراليا إلي كندا

 

وهكذا مِنْ أستراليا إلي كندا

وجدة : مصطفى منيغ

استيقظت جل الضمائر مَنْ خَدَّرتها  بسُباتِ العَجزِ افتراءات إسرائيل ، ولاحَ فجر الحقائق يمسح ضبابية رُؤَى نشرتها على امتداد زمن طويل ، المُشَيِّدَة ما يَخُصّها على التهويل ، وإبعاد النوايا عن قصد غير جليل ، للإنفراد بما جعلها مَحَلًّ شكوك أخفّ مستواها عند الكثيرين ثقيل ، وبذلك فقدت إسرائيل كل أمل في انجاز الذي أصبح مِنَ المستحيل ، فكّرَت  ورواد تأسيسها الأوائِل ، مِنْ عقودٍ سبعة  لتصبح بتنفيذه مع مرور المراحل ، أكبر تَجمُّعٍ لليهود يتحكَّم ليس في الشرق الأوسط المُشَكِّل له القليل ، بل في عالم غربي تتوسّطه آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية بوضعها البديل ، ولطالما نصحنا محمود عباس بالابتعاد ما أمكن عن طلاسم حكام تل أبيب حتى لا يُصاب بعدوى الاحتيال ، ليقع في مصيدة عهود يتَّخذها فقهاء الصهاينة  ذريعة قد تبدو قانونية لتعميق جذور  الاحتلال ، لغاية الموعد المضروب وفق حساب سري من علاماته كثرة العويل ، المنبعث من انقلاب السحر على الساحر بإفراز السبب العامل ، وقد انفجر لتتوالَى فضائح الدولة العبرية القائمة على التطرُّف العقائدي العميل ، لصالح تخطيط لم يعد يقنع بالاستيلاء على أي حُكْمٍ بل إنتاج كلّ حُكم عن العدل والمساواة و احترام حقوق الإنسان مستقيل ، إلى أن جاءه الردّ اليقين على لسان نتنياهو القائل ، لن تكون هناك سلطة فلسطينية في رام الله ولا في القطاع بل القضاء الكامل ، على فلسطين الشعب والدولة كتحصيل حاصل ، ولتذهب الوعود المغلفة باتفاقات أسلو إلى أحضان مَن آمنوا بسلام عادل ، راود اتجاههم لاسترخاء يؤدي لما جرى من خَتْمٍ مُذِل، مادامت إسرائيل قائمة على تذويب طموحات غيرها بالمسكنات المُوَلٍّدة الإدمان على النسيان لدى كل غافل ، الذي تَعامَى عن بندقية المقامة حينما عوَّضَ أنامله الوثوب فوق ثقب نايٍ منساقاً لما ينفثه من ريح يصل صداه لأذني التاريخ لحناً يردٍّد الاستسلام الحامل ، لِما يَضع الصهاينة على خطِّ المُضِيِّ قُدُماً لتلوين المؤامرة بواقع جديد انتظاراً لما يحسبونه النَّصر المُقبل ، لكن ملحمة طوفان الأقصى التي لم تكن ولن تكون مجرّد معركة عابرة تعيد للفلسطينيين عامة مبادرة الدفاع الحقيقي عن حقوقهم المشرؤعة المجال ، ولكن لتضع لبنة لتلك الانطلاقة المباركة الفاصلة ستكون بين عهود الانبطاح ومداومة البكاء على نفس الأطلال ، و بين عهد واضح السمات شامخ العزة لمسلمي وعرب كل القارات القائم على الأسس الصلبة للاستقلال ، أكان المراد منه الموقف القرار المنصف الحر أو المواجهة المتحضِّرة النِّد للند مهما احتاج المعني من توفيت أقرب أو لزمن أطول يقرُّه كل عاقل .

... الرئيس الأمريكي مهما أبداه من تغيير ولو طفيف في مواقف مُعيَّنة اتجاه الحرب القائمة في غزة ، فإنما يقوم بذلك لدرّ غبار الكيل بمكيالي نفس المسؤول المباشر أحياناً عن إزهاق الآف الأرواح البريئة بغير موجب حق ، في عيون مَن حسبهم لا يفهمون ، وهم الأذكى بما تركوا عشيقته إسرائيل ، تناشد النجاة من الورطة الخطيرة التي انساقت مِن عنقها لتغرق في وحل مميت ، وقد لا يقوم لها بعدها قائم مهما حاولت ، يعيدها ولو لنصف ما كانت عليه ، طبعاً سيدرك جو بيدن عدم تقدير الأمور بما يناسب حجم الدولة التي قادها خلال معظم ولايته لكل الهزائم المعنوية الحاصد بها خسارته المُطلقة في الانتخابات المقبلة ، ما دام الشعب الأمريكي المحب في مجمله قيم الحرية والتمسك الواقعي الفعلي باحترام حقوق الإنسان ، فادر على إصلاح وترميم تلك الإدارة الأمريكية التي حاولت تغيير اسم البيت الأبيض بالأسود ، إرضاء لسياسة عنصرية تنهجها إسرائيل من أجل مصالحها الضيقة القائمة على اقتلاع شعب فلسطيني من أرضه بآلات فتك أمريكية الصنع ، وتأييد مطلق يرخِّص ارتكاب مجازر لم تشهد الإنسانية مثيلا لها ، تجعل من الولايات المتحدة الأمريكية الرسمية التدبير والتصرف ، منبع ظلم لا ظلم بعده ولا قبله .

... مستشار الأمن القومي الأمريكي المتواجد حالياً في إسرائيل لتمديد المساندة الكاملة للإدارة الأمريكية بشقيها السياسي والعسكري ليس إلاَّ ، وما يُقال أكثر من ذلك مجرد إبعادٍ لحقيقة مُرَّة نسجتها نفاهمات إسرائيلية أمريكية على صعيد يفوق سلطة نتنياهو ، المتروك لحد الساعة كواجهة تنفيذية  لتجربة مؤقتة متبوعة بأخرى لها زعامات إسرائيلية مهيَّأة لتحمّل مسؤولية ما بعد الحرب على غزة ، لكنها في حاجة ماسة لانتصار ولو جزئي لجيش الدفاع الإسرائيلي كي لا تنهار هياكل النظام الزاحف لنحقيق الرؤية الأمريكية في السيطرة بأسلوب جديد على المنطقة بما فيها إيران ، لهذا تبتعد أمريكا عن أي وقف للحرب على غزة ما دامت المقاومة منتصرة انتصارا لا يمكن التفريط فيه مهما قابلت من مغريات أولها معسول وآخرها بالتقصير مغلول .

... لقد فطنت معظم الدول الكبرى أن الأفضل في الرجوع إلى أخلاقيات التصرفات الانسانسة النبيلة ، التي أظهرت إسرائيل أنها غير مهتمة إلا بما يحقِّق مبتغاها ولو تطلَّب الأمر ضرب كل القيم والأعراف والقوانين الإنسانية ، من بين تلك الدول الكبرى أستراليا ونيوزيلندا وكندا ، حيث جاء موقفها من إيقاف الحرب المدمرة على قطاع غزة  ،  الموحَّد والمُشرِّف مُناسباً لمن ضميره حيّ لا يخشى بجهر إعلان الحق لومة لائم .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا.

من أبي "رَقْرَاقْ" الجليل إلى "النيل" النبيل

 

من أبي "رَقْرَاقْ" الجليل إلى "النيل" النبيل

الدار البيضاء: مصطفى منيغ

جل العرب من نهر "أبي رَقْرَاقْ" المغربي الجليل إلى النهر المصري النبيل "النيل" صامتون ، قادتهم على الأغلَبِ  في حَضرَةِ أو غياب أمريكا يرتعشون خائفون ، نسوا ماضيهم كأحفاد حضارة بها لوقتٍ معلوم كانوا يفتخرون ، وعقيدة اعتنقوها بها لوقتٍ تآكَلَ وصلوا حيث يتربَّعون ، كل هذا لم يعد يهمهم حيال أمْرٍ أمريكي لتنفيذه دون نقاش يتسابقون ، رحلت النَّخوة والصَّحوة والقُدوة مٍن تصرفاتهم فغدو عَكْسَ ما يزعمون ، في طاعة أعداء العروبة والإسلام يتراكضون ، وهم على قمَّة الثروة والمنافع الكبرى يتحكَّمون ، فمتى من كابوس فقدان ما سبَقَ يتحرَّرون ، أمريكا لن تستطيعَ جرَّ أصحاب مبادئ بالثقة في أنفسهم وصفاء ضمائرهم يتنعمون   ، بل تصبح أعجز من هِزَبْرٍ هَرِمٍ أنظروا لباقي الحيوانات ما هم به صانعون.

جل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كغالبية العرب  على ما تتعرَّض له "غزة" يتفرَّجون ، لم يكفيهم رؤية الأطفال الخدَّج وهم يُقتلون ، ولا النساء المسلوبات كرامتهن ورجالهن في العراء يبكون ، ولا مرضى المستشفيات الطامعين في قطرات ماء بدل العلاج ولا يجدون ، غير المزيد من سقوط القنابل على رؤوسهم لغيرها فظاعة  على امتداد حياتهم لا يتذكَّرون ، فأي دعاة للعروبة والإسلام هؤلاء إن كانوا بعجزهم لتغيير مثل المنكر على أنفسهم يكذبون ؟؟؟  .

... غزة تجاهد لقطع رؤوس ألْعَنِ أخطبوط العداء الأقوى للعروبة والإسلام الصهاينة ومَن معهم يتحالفون ، كلفها ذلك تدمير الجزء الأكبر من مساحتها الجغرافية بما في ذلك بيوت الذين إليها ينتسبون ، إحصاؤها يفوق المُعلن إذ الطغاة لا زالوا يُخرِّبون  ، على المساجد والمدارس والمستشفيات كل أنواع القنابل الأكثر انفجاراً والأشد فتكاً يُسقطون ، لا يهمهم الحجر إن امتزج بأشلاء البشر  المهم لإجرامهم المُحَرَّم يطبِّقون ، غير مدركين لما لحقوق الإنسان عليهم من واجب له يتنكرون ، وكأن إسرائيل خرجت من طبيعة الإنسانية إلى تقمُّص همجية حيوانات انقرضت بها قطعياً يتشبَّهون .

...هل لصياح الرئيس التونسي أثر يٌذكر كخطاب أعتبره لعنترة بن شداد العبسي موجه لخاطفي ليلاه بكلمات تلهت ليتلقفها التابعون ، لمزايا التستر خلف التقاعس عسى غدهم يمر ولا يٌحاسبون ، مع القائد المزمجر المغوار القائل : "لهم الصواريخ العابرة للقارات ولنا المواقف العابرة للقارات" والجميع من حوله بأقصى انتباه يستمعون ، لنموذج يختصر التخريف المجاني العربي المغاربي بذلك أصحابه مستقبلا معروفون .

... غزة في حاجة لوقود والجزائر تحت أرصها وديان من النفط  وشرايين لا تحصى من الغاز فهل حكام هذا القطر لا يفهمون ، أم يفهمون وإتباعا لسياستهم غير الواضحة من القضية يتماطلون ، لدراية تتملّكهم عن الغضبة الفرنسية وقبلها النقمة الأمريكية إن كانوا في مد يد العون بالطاقة لمقاتلي "حماس" يفكرون ، فأين هبة ثورة المليون ونصف المليون من الشهداء ومثل الحكام عن مثل التضامن العملي الفعلي يتهربون ؟؟؟.

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدتي – أستراليا

مصير إسرائيل الصُّراخ والعويل

 

مصير إسرائيل الصُّراخ والعويل

الدار البيضاء : مصذفى منيغ

بعض حُكَّام العرب يتفرَّجون و ربَّما يتساءلون متَى تَقْضِي إسرائيل بتاتاً على "حماس" ، عسى الاطمئنان يريح وجودهم من هواجس الوسواس ، فقد علّمت الأحرار كيف يسترجعون إنسانيتهم  على أقْوَمِ أساس ، بسلاح الإيمان الصادق بعقيدتهم والثقة الكاملة في نفوسهم كأساس الأساس ، وتقبُّل التضحيات مهما كانت غالية وعَصِيَّة على عامة الناس ، مادام الدفاع عن الشرف والكرامة ونقاء الضمير عظمة نتائجه في صعوبة بذله عَمَلاً مفعماً بأطيب إحساس .  ليس الأمر مسلكاً القادر على اجتيازه واصل القصدِ بالحماس ، ولكن بالرَّوِية والتقدير الحَسًن و الاجتهاد للتغلب على ظلم الانحباس ، القائم على الجور والتعسُّف وعدم الوفاء بما تُقِرُّهُ حقوق الإنسان من تطبيق العدل سيِّد سادات الأجناس ، مهما اختلفت ألسنتهم وتباينت أنظمتهم باستثناء الصهاينة الأنجاس ، المنبوذين من عصر فرعون مصر والنبي موسى عليه السلام إلى قيام الساعة حيث ميزان الحق بأمر الحق من أجلهم عسَّاس ، لحساب ينصف آلاف الشهداء المذبوحين غدراً من طرفهم بشهادة "طوفان الأقصى" وملايين الدلائل المكتوبة عليهم تسوقهم إن شاء الله لقعر سعير يستحقون التكدُّس داخله تكدُّس أكياس ، تغلي وسطها ذنوب ضحاياهم الأبرياء لتنفجر في مجمعهم المتفحّم بحجم ما فجرُّوه على رؤوس عباد الله في "غزة" بل يفوق هَوْلاً ليس له مِقياس .

... كان على هؤلاء بدَل التَّفرُّج على الشعب الفلسطيني وهو يُُقتل في "غزة" على يد المجرمين الصهاينة ، أن يتدخلَّوا مباشرة ، فلهم من العتاد والعسكر ما يستطيعون به الضغط على إسرائيل ومَن يحميها دفعة واحدة ، أمريكا لن تقدرَ مهما حاولت على ردِّهم ولو بالقوة ، لعلمها المُسبق أن دولاً عًظمى تترقَّب الفرصة السانحة لتلقين الولايات المتحدة دروساً تعيدها إلى عصر صراعها مع الهنود الحُمر ، تفعل ما تريد تقليده الدولة العبرية الآن في فلسطين ، وسكوت هؤلاء الحكَّام العرب لا يعني سوى تواطئهم المفضوح مع قِوَى الشرِّ أمريكا والثلاثي الأوربي المملكة المتحدة وفرنسا وايطاليا ، بعيداً عن شعوب نفس الدول ، المنتبهة مؤخراً أن إسرائيل برخصة مكتوبة من أمريكا الرسمية ، ترتكب جرائم حرب لا تُحصَى ضدَّ الإنسانية ، غير عابئة بالقوانين والأعراف الدولية وضاربة عرض الحائط بالدور الذي تقوم به أساساً المنظمات الحقوقية وبخاصة المرتبطة بالدفاع مباشرة  انطلاقاً من هيأة الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان مهما كانت المجالات .

... حقا لتركيا إمكانات مادية وبشرية لا يُستهان بها ، فحبذا لو انتقل رئيسها من الصراخ بمناسبة أو بدونها إلى تنفيذ وعوده الكثيرة والكثيرة جداً ما دام الزمن كشَّاف حتى في مروره على معاناة غزة بسرعة فائقة ، فالجوع عدوُّ شرس والعطش أكثر فتكاً من وقع السلاح ، أم مثله مثل آخرين يخشون فقدان ودّ إسرائيل ، خاصة والأسرار المدفونة داخل الحجرات المُغلقة قد اجتاحتها فيضانات الحقائق لتجرف صفحات ملفات وملفات تُظهر أن المسألة عبارة عن موقف مزدوج نصفه صراخ علني ونصفه الثاني صمت مريب . 

مصطفى منيغ

المُحال بمثله الحصول على الاستقلال

 

المُحال بمثله الحصول على الاستقلال

وجدة : مصطفى منيغ

بشاعة المجازر المُرتكبة داخلها في عرف التاريخ أضخم وسكانها صامدون ، وفظاعة الكوارث المُسلَّطة عليها من الجرائم أجرم ومواطنوها صابرون ، لذا كل مربع مأهول في غزة مصبوغ بالدم عن جروح غائرة أصحابها بالألآف ينزفون ، وإسرائيل المسؤولة عن كل  المذكور ليس لها ما تضيفه غير التباهي بتصريحات قوادها السياسيين والعسكريين كأنَّها لدغات أفتك سم للحقائق بالافتراءات  يغطُّون ، وهم عن الانتصارات المبهرة القريبة من الأهداف المرسومة دون حياء يتحدثون ، كأن اجتياحهم لقطاع غزة مجرد جولة سياحية بيسر عربدتهم فوق ترابها يتبجَّحون ، وقد تجرعوا الحنظل منذ الوهلة الأولى الني مسَّت فيها أقدامهم المرتعشة تلك الأرض الطاهرة حيث الواحد تلو الأخر كأوراق الخريف يتساقطون ، والباقي يُشَمّ منهم روائح سوائل كريهة بها على أنفسهم بغير إرادة يتبوّلون ، وهكذا الحق يبيِّن الجند في ساحة الوغى مَن رائحة عرقهم زكية كمجاهدي حماس تسبقهم بوادر النصر  ومن كانوا صهاينة بما يتعالى منهم للهزيمة يقتربون .        

حتى في التعبير عن خيبتهم الملوَّنة بالفشل الفضيحة مهما صدّقوا أنفسهم يكذبون ، ليست الكثرة مَن تقوِّيهم بل بالعكس تُضعفهم ، لأنهم نفاقاً وبالرَّغم مِن انكسار إرادتهم يُحاربون ، ومنهم غير المكتملة  قناعتهم بما انساقوا صوبه لحتفهم المؤكد يواجهون ، مهما شُحِنوا بحماس الدفاع عن الوطن في هذا الأخير يشكِّكون ، فأي وطن منذ ولادتهم وهم بالأمان داخله لا يشعرون ، مِن طلوع الشمس لغاية غروبها لغير طلقات السلاح وصفارات الإنذار لا يسمعون ، بدل المخازن لمخابئ الهروب  ممَّا يزحف نحوهم تحت دورهم يشيّدون ، تمرُّ عليهم دقائق معدودات وكأنها العمر انتقص منه ما عليه يبكون ، قلق يخلفه الأقلَق منه وخوف يراقصهم بارتعاش الأخوَف منه بوَقْعِهِ على الأرض ينبطحون ، ريثما يمر ما حسبوه خطراً مُكرَّراً لثمن النجاة منه بفقدان راحة بالهم يؤدُّون ، وطن مثل الجاعلة منه إسرائيل دولة  لا يستحق كل العناء لكنهم الصهاينة المكتوب عليهم الشقاء النفسي  مهما عاشوا وأينما عاشوا وهم بذلك راضون ، إذ لا مكان مخصَّص لإقامتهم الدائمة غير جهنَّم وهم لقَرارِها مٍن أعناقهم بسلاسل نارية مجرورون ، إنصافاً لمن أخرجوهم من ديارهم حفاة عراة وقتلوا أطفالهم الخُدَّج وهم بما ارتكبوه في الفلسطينيين المدنيين العُزل داخل قطاع غزة من مكاره الأضرار عن أىِّ عقاب قد يلحقهم بسببها لا يعبؤون ، لأنهم من غير طبيعة البشر إن تمكنوا في أي ارض لأي فائدة تُذكر لا يصلحون ، إعجابهم بذاتهم ينأى بهم عن إخماد نار في البَدْءِ لها شاعلون ، حتى إحراق ما كان محلَّها لأبرياء منها يقتاتون ، لإظهار مكرهم يصطادون الأغبياء عسى لخدماتهم يقبلون ، متحمِّلين المسكنة والذل ومتى جمعوا ما حصدوه بالاحتيال لنفس المكان الذي آواهم عطفا عليهم يحتلون ، بتأييد مَن هم أسوأ منهم في الطمع لمثل المعاصي  يستغلون .

... ربما انطلقت الهدنة غدا الجمعة لكن المهم والأهم واهم الأهم ما سيحدث بعدها إن كان المعنيون في ذات الأمر يفكرون ، فلا ثقة في إسرائيل ومن جاء على شاكلتها بلباس عربي لم يعد يمثل العرب وبخاصة الأحرار منهم عن تجارب بمواعظها يتشبثون ، المعادلة المبرمجة في دويلة قطر غير منصفة وهناك في القاهرة أخرى مُختلفة عنها حكماء مصر بامتعاض فيما بينهم يتكلمون ، فقط جو بيدن من جعل المقربين منه يضحكون ، وفي ذلك رسالة موجهة بطريفة غير مباشرة لبعض حكام العرب أن يتوقفوا عند ذرف الدموع ولغيرها لا يطمعون ، وهنا يأتي دور الأردن انطلاقاً من إرادة شعبه العربي الأصيل المتعطش للقيام بواجب يعتبره مُقدَّساً يتجاوز مصلحة النظام المنحاز حاليا لما تتهيأ الولايات المتحدة الأمريكية له بعد وقت قصير ، وقد تلقت من اليمن ما يعجِّل برفع اليد عن غزة ، كمسألة حياة أو موت لجزء لا يتجزأ من الأمة العربية الإسلامية ، الساكنة في قلبها معاني القيم الرفيعة ، والسمعة الفاضلة المرتبطة بالشرف والكرامة وعزة النفس ، وإنه لموقف برهنت به اليمن أنها شوكة ستُزرَع في حلق المعادي للشعب الفلسطيني ، الذي ما تَحَرَّرَ من قبل وعباس بإيعاز إسرائيل على رأس سلطته .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني _ أستراليا.

ما رأت إسرائيل من غزّة إلاَّ القليل

 

ما رأت إسرائيل من غزّة إلاَّ القليل

الدار البيضاء : مصطفى منيغ

شعوب العالم تسخر الآونة من جيش الدفاع الإسرائيلي الذي تحوَّل لمحاربة مَن بداخل المستشفيات مِن مرضى وأطقم طبية وأطفال خُذَّج ، تاركاً في اقتحامه البري المهزلة الملوَّنة بافتراءات الناطق الرسمي لنفس المؤسسة العسكرية الفاشلة و على رأسها القادة السُذَّج ، المواجهة المباشرة مع مقاتلي "القسَّام" كما كان الأمر في مقدِّمة إعلامهم مُدرَج ، فما كان لهذا الجيش تضخيم تسليحه وتكثيف عناصر جنده وتطعيم هيئاته المتباينة الاختصاصات بالخبراء الأمريكيين وحشد الدَّعم الهائل لتعويض أي نقص حاصل من أجل محاربة منظمة حماس التي لا ترقى لإمكانات دولة عظمى لولا تكهنه الأعوج ، بتنفيذ عملية إخلاء قطاع غزة بالكامل من أهله وبنيانه وكل متحرِّك داخل أنفاقه من مقاومين (جند وقادة) وسحق كل الصواريخ المنطلقة منه صوب إسرائيل في ظرف أسبوع واحدٍ وكأنَّ البحر هاج ، لا ينجى من غرقه حتى المُسعَفً بأي فَرَج ، وليرتاح هذا الجيش العرمرم أكثر وأزيد سارعت أمريكا البيت الأبيض بإرسال حاملتي طائرات تتمركز فيهما القوة بآلاف العناصر المدربة على أعلى مستوى لإحراق وهدم أي هدف مرسوم بأمر التنفيذ أمامها لِما ذُكِر مِن ويلات يحتاج ، بل تعهَّدت  فرنسا "مَكروا" بالتدخُّل الفوري حالما يترتَّب عن أي موقف دعوة التدخل لتطبيق الخناق الكلِّي على الموقع المُعيَّن لمسحه تاريخاً وعقيدة من فوق الأرض كأُنموذج .

.... جيش بهذا الحجم الهائل المتبوع بما يؤكد أن حرباً قائمة بمفهوم جديد وتقنية مبتكرة وتخطيط استراتيجي مُسبق على قرارٍ مُحكم التشييد تَمَذَّج ، وتوحيد روي النخبة القائدة على إتباع الضربات الخاطفة المتبوعة بتكنيس مزدوج للجماد الإسمنتي والبشر المقاتل وشوك العوسَج ، أضف لذلك عصارة المعلومات المخابراتية والتدقيق بواسطة الأقمار الاصطناعية من الفضاء إلى اليابسة يتَدَرَّج ، إلى إحضار واستقراء التجارب وما أكثرها في جعبة الأمريكي المُرخِّص والمشارك بدون معارض له يحتَج ، سيضطر معه "قطاع غزة" بما له وما فيه إلى الرحيل من جغرافيته الطبيعية إلى كوكب آخر غير الأرض  بتدحرج ، كل هذا لن يكون من أجل إسرائيل وحسب بل ممَّا هو خلف إسرائيل على بعدٍ يستحقّ الانتباه خلال أيام قلائل من انتهاء مقارنة الموضوع علمياً مع الواقع الظاهر البارِج .

... مرَّت الأسابيع إتباعاً وصولاً للخامس منها والنتيجة حصاد لشوك الحسرة واصطكاك العوارض وخيال مع ضبابية الوهم يتَدَرَّج ،  تهدمت الدور و أُزهقت أرواح وانقطع التيار الكهربائي وتوقَّف سريان الماء الشَّروب وغزة المقاومة لا زالت واقفة في شموخ لمصيرها الوضَّاح تَمْشَج ، لم تنل منها برودة الصبر ولا ما ينبعث عنه من قيض مع التجلُّد لمواجهة مخاطر التحدِّي المُزعج ، لدرجة أبكت جنرالات الجيش الذي لا يُهزم وأضحكت شعوب العالم بأسلوب المتيقِّن وليس المُتَلَجْلِج ، فساد جيش الدفاع وسط المعركة الأرضية الفزع وتداخلت التقنيات في التخطيطات ليصطدم الكل بالكل وينقلب التحضير لبئس التدبير مادام الصهاينة قد اقتنعوا أنهم يقاتلون الأشباح ، لا يتأثرون بالجراح ، صوتهم بعد التكبير هيَّا على الكفاح ، وضرباتهم الواحدة تطيح بضعفها ، كأنَّ قوة خَفيَّة تشدّ من أزرهم لأنهم أقرب إلى الله ، وجحافل الجيش العبري مع الشيطان ، لذا النصر بيِّن ولو لحين .

... تهاوت التحضيرات وتبخَّرت المعلومات وتسارعت التوقعات تترجم اليأس الظاهر  أصبحَ على الإسرائيليين عامة  ، ومنهم داخل تل أبيب التي لم تعد آمنة من صواريخ القسَّام ، وينتشر التذمر وسط ذاك المجتمع برمته والسبب "غزَّة" بمفردها  دون القائمين على موسمِ الحج ، وهنا تكمن المعجزة وصدق إيمان تلك الفئة المسلمة القليلة العدد الكبيرة الهمَّة يتقدَّم مسلكها شياء بنور مُدَجَّج ، التي أصبح انجازها يُضرب به المثل عالمياً عن حدود بغير سياج ، في الصمود والوفاء لتعاليم الدين الإسلامي والاتكال على الله الواحد القهَّار لا اله اهوناصر الحق بالحق ولا حول ولا قوة إلاَّ به سبحانه وتعالى .

مصطفى منيغ

لو عَلِمُوا بالآتِي لَنَدِمُوا

 

لو عَلِمُوا بالآتِي لَنَدِمُوا

الدار البيضاء : مصطفى منبغ

دفعة واحدة أظهرت إسرائيل معدنها الخبيث المُحدَث ذاتيا مُخالفا لطبيعة البشر ، النافرة منه حيوانات أدغال موقعٍ للآن غير مُكتَشف يستوطنه الشر ، النائية  عنه مخافة عَدْوَى فيروسه أقوام الجن في عمق الأرض لها الموطن العُش الأخطر ، الهاربة من الاحتكاك به الأباليس الظاهرة لبعض المصابين من أجسادهم المستولية عليها بطلاسم الشعوذة و الغُش الأصغر ،  إسرائيل بقايا لعنة ربانية دائمة متطورة بالتدرُّج صوب الأسوأ لغاية انفجار ما قبل وصولها لآخر المطاف جهنم و بئس القرار ، على يد شهداء "غزة" تضرُّعهم للباري جَلَّ وعلاَ بين السماء والأرض انتشر محفوفة بالأنوار ، صلَّت من أجل إنصافهم اليابسة والبحار ، وكل قطرة في مياه الأنهار ، و ورقة بعد ورقة مِن أوراق الشجر ، لينتقم الحي القيوم ذو الجلال والإكرام من شر شرِّ ما خلق الصهاينة خزان الأشرار .

... الناس انتفضوا عبرَ أوربا بالملايين ، وفي الطليعة كانت المملكة المتحدة المطرودة من حكومتها  مؤخراً حبيبة إسرائيل وزيرة الداخلية ، بما صنعته تأكيداً عن انحيازها المُفرط لكيان الصهاينة ، وتأتي فرنسا / الشعب لتخذل رئيسها عدو الإسلام والمسلمين، الراكض لتقبيل أيادي الرأسمالية البرجوازية ، المُشكَّلَة من عمداء الماسونية أسياد ذاك البلد في الخفاء ،  المسيطرين على بعضٍ مِن أقطاب سياسة الحكم المنفذين (لأسباب فقدت سريتها) المخططات الصهيونية الرامية للقضاء على الإسلام والمسلمين ، من خلال توقيت الحرب على "قطاع غزة" بدايته ، لينتقل بجحافل عدَّته وعتاده إلى بلاد الشام ، ملتفتاً للمملكة السعودية إن بقيت على وضعها الحالي القريب من التحالف الأخطر من التطبيع مع بني صهيون ، ليواجه بمعيتها مرحلة الاصطدام مع ارض الفراعنة الهدف الأسمى للتربُّع على رؤوس مسلمي الشرق الأوسط قاطبة . وما المجازر المُرتكبة في حق أبرياء غزة من المدنيين العُزَّل سوى مدخل لتجربة ، القصد منها خلق قناعة جديدة ، أن لا اعتماد بعد اليوم على منظمة الأمم المتحدة بمجلس أمنها أو جمعيتها العامة ، ولا أي منظمات فرعية مهما كان تخصصها المرتبط بالأعمال الإنسانية ، لإنهاء أي عقاب مسلط من إسرائيل ومَن خلفها ، على أي جهة مسلمة  آمنة كانت ، ليسيطر الخوف فالانجراف خلف انبطاح لا عنوان لمذلته أبدا.

مصطفى منيغ

لا بديل عن تحطيم حلم إسرائيل

 

لا بديل عن تحطيم حلم إسرائيل

فاس : مصطفى منيغ

حكام العرب تحاصرهم "غَزَّة" نهاراً وتقضُّ مضاجعهم ليلاً ، وتفضح تقصيرهم حَوْلاً ، إن اختصرنا زمن الخذلان الممنهج المقصود ليس بالعرض بل طولاً ، فيتم الفهم بأبسط الدلائل والتَقَدُّم للغاية مَهْلاً ، والتمَعُّن في المُسببات بما اتخذناه مَيْسُوراَ سهلاً ، يسايره العاقل أكان في تجارب النُّظُمِ السياسية يافعاَ أو مُتضَلِّعاً في حقلها كَهْلاً ، مُجرَّدَ تحليل لتاريخ تبعيَّة تراها أغلبية مؤمنة بحبِّ الوطن حَراماَ والمنبطحون أرضاً عن مرض العبودية يقرُّونها حَلالَاً ، طبعاً هو الاستقرار المُغلَّف بتكميم الأفواه مَن يهم الخارجين عن عدالة التقصِّي المانحين للموضوع حساباً يُترجَم عن انحياز مُخْجِلٍ بَالاً ، مرتاح الخاطر السُّلطوي الناتج عن طول العصايا المستوردة خاماتها من بلادِ استعمرتها نجمة داوود تًحارِب بلاداً شعارها هِلاَلا ، يحكمها مَن "غزة" تحاصرهم نهاراَ وتقض مضاجعهم ليلاً .

...الأطفال تُزهقُ أرواحهم بالالآف والنساء مكدَّسة جثتهنَّ بين الطرقات محرومات حتى من دفنٍ يستر عفتهن ويحافظ على شرفهن كأمهات لإبطال الملحمة الكبرى " طوفان الأقصى" المباركة من لدن أحرار العالم قلباً وعقلا ، ورجال يصارعون حياء البكاء حتى لا يتشفَّى الصَّهاينة بمنظرهم ومع ذلك يسقون الثرى بعبراتهم الغزيرة وهم يجمعون بأذرع عارية صامدة أشلاء أحبتهم المتطايرة هنا وهناك بقوَّة قنابل أمريكية مقذوفة مِن طائرات إسرائيلية تعربد ببشاعة مطلقة وهي تدك أعناق العشرات من المدنيين  الأبرياء العرب المسلمين على مدار الساعة دون التوقُّف ولو قليلا ، أمام أنظار هؤلاء الحكام العرب المعتنقين دين الإسلام الذين لا يتقنون إلا منع شعوبهم حتَّى من مظاهرات سلمية يعبرون من خلالها عن التحامهم الروحي مع أبطال حماس وكل الفصائل المجاهدة في سبيل تحرير أرضهم فلسطين من وساخة الاستعمار الصهيوني البغيض جملة وتفصيلا .

فأي صنفٍ من الحكام ابتليت الأمة العربية بهم وأي دين لهم يختارون من تعاليمه ما يناسبهم ويتجاهلون الباقي إرضاء (كما يتوهمون) لصاحبة نعمتهم الولايات المتحدة الأمريكية في البقاء متربِّعين على كراسي قيمتها من قيمتهم  ألواح خشبية جوفاء  بلا روحٍ مصبوغة بماء ذهب منهوب من قوت النكساء المغلوبين على أمرهم نساء كانوا أو رجالا ؟؟؟ .

... معركة "بركان الأقصى" سجلّ فخرٍ سيظل مفتوحاً مهما تعاقبت شرور إسرائيل جَيْلاً ، تمسح بكل صهيوني فيها معالم الجرائم الفظيعة المنقوش هولها في ذاكرة ذاك الفلسطيني مهما كان (ساعتها) طِفْلاً ، يجمع متألما أشلاء والديه المحروقة المنثورة جُزَيِّئاتها عبر سنين (قَصُرَت أو طالت) سيحياها منتظراً نهاية غطرسة مآلها مُطَوَّق خزيا وعارا وأغلاَلا ، تسبقها روائح نتانة إسطبلات الخنازير المهيّأة للاندثار عمليا تلك المرة وليست كما كانت في السابق أقوالا ، ذاك عهد موثَّق بأيادي رُضَّع شهيدات ما بعد السابع من أكتوبر 2023 تُنَفَّذ مضامينه حالما يصبحون رجالا ، ليس انتقاماَ ولا كُرهاَ ولا احتقاراَ وإنما لتذكير زارعي "جرائم حرب" فوق أجساد الفلسطينيين العُزَّل الأبرياء لإبادة جزء لا يتجزَّأ من أشرف شعب عربي مسلم أن الوقت توقف عند شعور الصهاينة المُؤكد اليقين بتقديم الحساب مَذلةً وانحطاطاً وانكساراً وانهزاماً ليس لوقعه بديلا .

مصطفى منيغ

كل الهَرَج لاقتِحام قاعة الخُدًّج

 

كل الهَرَج لاقتِحام قاعة الخُدًّج

الدار البيضاء : مصطفى منيغ

حيارى يتجاذبون أنباء ما يقع عن أصداء تصلهم من خارج إسرائيل ، لا يًصدِّقون أبواقهم الإعلامية مهما ادَّعت وروَّجت من أقاويل ، حول جيش دفاعهم المهزوم على أرض الواقع بالمفهوم العسكري المُعزَّز بأكثر من دليل ، الجيش الذي ضخموه بكونه لا يُقهر قي "غزة" يتقهقر من خلال مواجهة بين حقِّ المقاومة  وكل ما تتحجَّج به إسرائيل من باطل ، فأتت النتيجة خذلان الصهاينة وصمود أبطال القسَّام البواسل ، ومهما تباينت الإمكانات القتالية في الميدان يحتار "البنتاغون" ذاته  من زعزعة كفتي ميزان الحر ب  الضروس لصالح "حماس" بما يفوق الخيال ، فما نفع التأييد الفعلي والمعنوي الأمريكي إسرائيل ولا الأخيرة قادرة الآن على الانسحاب مكسورة البال ، مُحطَّمة المعنويات الفاشلة ستكون حيال جبهتها الداخلية إذ في مثل المواقف لا يجوز تغطية الهزائم بغربال ،  وذاك إدراك متأخِّر ستتأكد إسرائيل من ورائه أنها لن تستطيع استئصال ، شوكة المقاومة من حنجرتها ولو استعانت بخبراء أوربا الذين انحازوا قبل السابع من أكتوبر المنصرم لِوَهْمٍ دون سؤال ، إن كانت الدولة العبرية على صواب فيما تدَّعيه أم  تفرٌّ بما تقوم به عن الزوال ، المُهدَّدة به  عن حكم مؤجل اقتضى في هذه المرحلة إن شاء من يقول للشيء كن فيكون سبحانه وتعالى  الاستعجال .

 ... إسرائيل لم تقدِّر خطورة ما أقدمت عليه وهي تنقل حربها من المواجهة المباشرة مع مقاتلي حماس إلى مرضى مستشفى "مجمَّع الشفاء" بغزّة حيث طوَّقت تلك المُؤسسة الصحية بعشرات الدبابات في منظر مُخزي يفضح أسلوب المهزومين من الجيوش الخشبية المغلوبة على أمرها المعمولة أساسا لتزيين قُوَّةِ دولةٍ مزيَّفةٍ تمثِّل بيدقاً تلعب به الولايات المتحدة الأمريكية لإرهاب عرب و مسلمي الشرق الأوسط عامة وفلسطين خاصة ، أطفال خُدَّج يقتلون ومرضى في حالات خطيرة يُحرمون من العناية المركَّزَة ، وأكياس بداخلها جثامين منها لنساء حوامل متروكة دون دفن وسط بهو نفس المستشفى المُحاصر بجنود مدججين بآفتك الأسلحة معجبين بما يرتكبونه من جرائم يحولونها لانتصارات على المقاومة في خيالهم المريض .

... الأيام مرآة واقعٍ سيذيق إسرائيل ومَن ساندها في حماقاتها أو دعَّمها مِن قريب أو بعيد ، مرارة حنظل ، لن تطفئ حرقة مرورته غير الانكباب على خرافاته الموروثة كتاباً سرياً يتضمَّن مستقبل أحلام بني صهيون في الاستيلاء على أوطان الغير ، بالتَّحايل مرحلة والاغتصاب مراحل و الإجرام غير المسبوق كنهاية المطاف ، يمزقونها كما سيُمزِّق القدر بمشيئة القادر الأوحد العالم بمصائر جميع خلقه ، ما ملكوا بالطُّرق الملتوية المعروفة عنهم منذ قرون ، بوادر ذلك تجلَّت مع اجتياح الصهاينة البرِّي لأرض غزة بما قابلهم من وابل عقابٍ  تَمَكَّن مِن قلوبهم حتى تكاد تفرّ من صدورهم هلعاً وفزعاً وخوفاً  ، بالرغم مما يتجرَّعونه من سوائل قنينات ، زعموا أنها تحمِّسهم على الصمود ، ومع ذلك لا تقوَى أرجلهم على حمل ما تبقَّى من أجسامهم ، مع أوَّل طلقة يرونها موجَّهة لهم من رجال المقاومة عنوان الشهامة  والرجولة والدفاع الحق على أرضهم الفلسطينية الطاهرة ، وهنا يكمن الفرق الشَّاسع بين المنتصر الواثق من نفسه المشبع بنور الإيمان ، والمهزوم الذي لم يكفيه السلاح بل يضيف ما يتجرّعه ولا يكاد يقف وسط ساحة المعركة ليقينه أنه مدفوع للانتحار ليس إلا ، لينعما نتنياهو وبايددن بما ينعمان به من زعامة مؤقتة ، آخرها مهزلة تلاحقهما الأول سيودع في السجن على يد أبناء جلدته أنفسهم ، والتاني سينهار في الانتخابات بواسطة  أغلبية الشعب الأمريكي الغير مُتفَّق كان وسيظل مع سياسته ، التي زادت في إفساد سمعة أكبر دولة في العالم .

مصطفى منيغ

فشل الفُسْحَة إلى القاهرة مِن الدَّوْحَة

 

فشل الفُسْحَة إلى القاهرة مِن الدَّوْحَة

الدار البيضاء : مصطفى منيغ

أطاحُوا بسُمعتهم تَتَمَرَّغ في وَحَلِ ما قذفه العَصر خارجَ توقيتِه المُلائِم لما في الغَدِ يحصدون، مِن نقائِص تتلاطم  مع بقايا مخلَّفاتهم وهم يتذكَّرون ، شهداء غزة في أواخرٍ لحظات حياتهم قبل تطاير جماجمهم مع أطنان أحجار تحتها تتمزَّق أطرافهم ومَنْ نَعْنِيهم في جلساتهم  الحمراء يقهقهون ، وُضِعُوا على رأس الأمَّة لغاية سرِّيةٍ لا تُشَفَّرُ طلاسمها كما كانوا يتوهَّمون ، لكن السابع من أكتوبر الفلسطيني المجيد رفع َالغطاء الأمريكي الصُّنع عن ارتباطهم بالصهاينة بما يقدّمون ، مِن تكميم أفواه الأمة العربية الإسلامية تارةً وأخرَى بما يبدعون ، ما تسديه إسرائيل لصالحهم خاصة تجعلهم على مستقبلهم يَطَمَئِّنُون ، وما يحتاجونه بعض حكامٍ آخر هذا الزَّمان الرديء غير قُوَّات غاشمة تبقيهم كأنياب أسُدٍ في غابة على افتراس الضعفاء لحين يُعمِّرون ، لهم جيوش إن توحَّدت ملكت نصف الكرة الأرضية وأسلحة مكدَّسة يلتهمها الصَّدأ لو استُعملت لتحرير فلسطين لفرَّت إسرائيل بيهودِها وهم يلعنون ، اليوم الذي احتلُّوا فيه تلك الأرض لدوام البقاء فيها عنوة يعلنون ، جلُّهم في غفلة بَهرَهمُ بريق كراسي النفوذ وعَظَّمَهُم بما يـأمرون ، هؤلاء العبيد لغير الله الواحد القهَّار يسجدون ، كأَّنَّ الفراعنةَ ما تركُوا قُطْراً إلاَّ وتُمَارَسُ شعائر التعظيم لمن فيه يحكمون.

... دُوَيْلَةُ "قطر" بوصول هدفها المُنتظر بعد العدوان على غزة وما ارتُكب من مجازر لا زالوا لمَقْدَمِ الصهاينة لِدَوْحَتِهم يُرحِّبون ، للوساطة بين الجلادين والضحايا لموقفهم يُعَلِّلون ، مختبئين وراء سبعة مِن "قادة" حماس أَلِفوا فنادق الخمسة نجوم  والتكييف المُعَطَّر داخل مَركبات مصفحة من داخلها يتفسحون ، تحت أنظار الموساد وشفيقتها الأمريكية في عين المكان يساومون ، لقد تجاوز كل اتفاق من تحت الطاولة القطرية كالعادة له يطبخون ، ألاف الشهداء حاجز سيظل بين المجرمين القتلة وما إليه يطمحون ، الآن لا تفاوض إلاَّ على استقلال فلسطين كل فلسطين وعلى عصر عباس كل أحرار الدنيا يسخطون .

... مصر أكبر من جهاز مخابراتها بكثير وملايين المراحل  وحينما تُذكر مصر فالمقصود شعبها العظيم الكريم الشريف المحتضن في إنسانية مفقودة معتنقي الديانات السماوية جميعها دون فرق المكافح على مرِّ  التاريخ للحفاظ على سمعة ومجد وكرامة الأمة العربية كل البشر مهما استقر بهم القدر على ذلك يشهدون ، السيدان "هنية" و"مشعل" إن استنجدا بالجهاز المصري المذكور للوصول إلى حل قضايا الرهائن مع مبيدي شعبهما الفلسطيني فقد فشلاُ وهم ومن رافقهم عن الأسباب مطّلعون ، الجهاز ذاك ينسِّق مع حليفته الموساد ولا يكسر بخاطر رفيقته المخابرات الأمريكية فعمَّا يتفاوضون ، الأفضل للرجلين التوجه للشعب المصري المتعاطف لأقصى الحدود مع الفلسطينيين المجاهدين المضحين بأرواحهم في ساحة الوغى عسى لأرضهم يحرٍّرون ، وليعودا لدويلة قطر حيث يقطنون ، بلا قعقعة سلاح ولا داخل نهر دم شهداء غزة الأبرار يسبحون.

مصطفى متيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

المقاومة اللبنانية والخطَّة الآنية

  المقاومة اللبنانية والخطَّة الآنية القصر الكبير : مصطفى منيغ انقَلعَ الشعور بمسؤولية التضامن الواقعي مع مِحَنِ المظلومين عن ضمير ما يُ...